يعلمه أهله، أو يتعلم لما يكبر ويشب، أو هو صغير لم يكلّف بعد، بل علمه آداب الأكل، التسمية والأكل باليمين والأكل مما يليه، وانظروا إلى الغلام ماذا قال؟ (فما زالت تلك طعمتي بعد) ، أي أن الطاعة الفورية، والمحافظة على السنة، لم تكن سمة الصحابة البالغين فقط، بل هي حتى في الغلمان، فالغلام سمع المقال ووعاه عمل به، بل أدّاه وعلمه عامة المسلمين، فكانت تلك طعمة المتبعين لسنة نبيهم إلى قيام الساعة، وللغلام في ذلك الأجر العظيم.
[الفائدة الثامنة:]
في الحديث وجوب الأكل باليد اليمنى، قال الإمام النووي- رحمه الله:(نص الشافعي في الرسالة، وفي موضع آخر من كتابه (الأمّ) على وجوب الأكل باليمين، وقال: وما يدل على الوجوب ورود الوعيد في الأكل بالشمال، ثم أورد حديث الباب) «١» .
وأنا حريص على تدوين هذه الفائدة لما أراه الآن من تهاون الناس في تلك السنة النبوية، بل وصل الأمر غايته بأن البعض يستحي أن يأكل باليمين، خاصة إذا تناول الطعام بالشوكة.