للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راض عنك، فاسأل نفسك هل أنت راض عن الله؟ وهكذا.

[الدرس السادس عشر: ما كان عليه العرب الأول]

وكذا الصدر الأول للعصر النبوي من التنزه عن القاذورات حيث كانوا يتخذون الكنف بعيدا عن البيوت، لقول عائشة رضي الله عنها: (وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في البرية أو في التنزه) .

[الدرس السابع عشر: ما كان عليه الصحابيات من الحشمة]

في الملبس، عند الخروج من بيوتهن ولو كان خروجهن ليلا، لقول عائشة رضي الله عنها: (فعثرت في مرطها) ، ولو لم يكن اللباس سابغا إلى الأرض ما تعثرت فيه، وكان التعثر فيه أهون عليهن من رفعه قليلا عن الأرض.

[الدرس الثامن عشر: حب الصحابيات لأمهات المؤمنين]

وتعظيمهن وتقديمهن على أنفسهن وأولادهن، أعز ما يملكون، امتثالا لقوله تعالى: النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ [الأحزاب: ٦] ، مما يحدو بالمرأة أن تسب ولدها وتدعو عليه، وهي تعلم أن دعاءها قد يستجاب، وذلك لأن ولدها قد خاض في عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يدلك على ذلك قول أم مسطح في الحديث: (تعس مسطح) ، ولم يكن هذا الشعور من أم مسطح وحدها، فاقرأ ما ورد في بقية الحديث قالت عائشة رضي الله عنها: (إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي) ، انظر أخي القارئ، امرأة من الأنصار كأنها غير معروفة أو مشهورة، تأتي لعائشة رضي الله عنها تواسيها وتبكي بالدموع حزنا مما قيل عن عائشة، فهذا مقام أمهات المؤمنين عندهن.

الدرس التاسع عشر: تعظيم الله والنبي والملائكة والصحابة- من شهد بدرا

- وأنه لا ينبغي التعرض لهم أو الطعن فيهم فإن لهم مكانة خاصة في الإسلام، وذلك لقول عائشة رضي الله عنها لأم مسطح: (أتسبين رجلا شهد بدرا) ، فقد أنكرت عليها السب لولدها لأنه شهد بدرا، يصدق ذلك الحديث الذي رواه معاذ بن رفاعة بن رافع الزّرقيّ عن أبيه- وكان أبوه من أهل بدر- قال: جاء جبريل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ما تعدّون أهل بدر فيكم؟

قال: من أفضل المسلمين» ، أو كلمة نحوها. قال: «وكذلك من شهد بدرا من الملائكة» «١» .

ومن هذا نعلم أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا كلهم في مرتبة واحدة من السبق


(١) البخاري، كتاب: المغازي، باب: شهود الملائكة بدرا، برقم (٣٩٩٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>