للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١- قيام النبي صلى الله عليه وسلم بتقبيل الحسن بن علي، - رضي الله عنهما..

٢- إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على الأقرع بن حابس التميمي رضي الله عنه والذي لم يقبل أحدا من أولاده العشرة، بقوله: «من لا يرحم لا يرحم» ، ونخلص من هذه المقولة الشهيرة بعدة أمور منها:

أ- تهديد النبي صلى الله عليه وسلم لكل من لا يرحم الأطفال بأنه لا يرحم، ولم يقيد النبي صلى الله عليه وسلم عدم الرحمة بزمن معين أو مجال معين، وإطلاق عدم الرحمة وعدم تقييدها يدل على إرادة زيادة التخويف.

ب- وجوب إحاطة الأولاد بكل أنواع الرحمة، فالأمر لا يقتصر على التقبيل وحده، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وسع نطاق الرحمة ليشمل كل أنواعها ومظاهرها، وإن كان مجال الحديث كان أصلا على التقبيل، فعلى الوالدين بذل كل عمل يكون من شأنه رحمة الأولاد.

ويتفرع على ذلك: تحريم ما يشق على الأولاد، كالضرب المبرح والحرمان من الطعام والشراب، وغير ذلك من مظاهر القسوة، ويجب أن يتبع الوالدان أسلوبا للتربية يخلو من العنف والشدة.

وتدبر أخي القارئ إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد اعتبر عدم تقبيل الأولاد من عدم الرحمة، التي تستوجب العقوبة، والتقبيل شيء يسير جدّا، مقارنة بما هو أعظم من ذلك، فماذا ستكون عقوبة من وقع في أمور أخرى كالإهمال في التربية وعدم الأمر بالصلاة والصيام، وترك الأولاد لقرناء السوء في الشوارع، وإدخال القنوات الفضائية في البيوت بدون رقابة، وغير ذلك كثير.

ج- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أرحم بالولد من والده حيث أوصى الوالد بالولد.

د- بيان أن العقوبة من جنس العمل، فمن لا يرحم لا يرحم، كما جعل الله تعالى الثواب من جنس العمل الصالح، مثال ذلك ما رواه عثمان بن عفّان رضي الله عنه قال عند قول النّاس فيه حين بنى مسجد الرّسول صلى الله عليه وسلم: إنّكم أكثرتم، وإنّي سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «من بنى مسجدا» - قال بكير: حسبت أنّه قال.: «يبتغي به وجه الله، بنى الله له مثله في الجنّة» «١» ، وهذا منتهى العدل من الشارع الحكيم.


(١) البخاري، كتاب: الصلاة، باب: من بنى مسجدا، برقم (٤٥٠) ، مسلم، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: فضل بناء المساجد ... ، برقم (٥٣٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>