في هذه الآية الكريمة للعلماء أوجه، بعضها يشهد له القرآن:
الأول -وهو اختيار ابن جرير الطَّبري في تفسيره، ونقله عن ابن عبَّاس، وقَتَادة-: أن معنى: {مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ} الآية -أنهم لا يستطيعون أن يسمعوا الحق سماع منتفع، ولا أن يبصروه إبصار مهتد، لاشتغالهم بالكفر الذي كانوا عليه مقيمين عن استعمال جوارحهم في طاعة الله تعالى، وقد كانت لهم أسماع وأبصار.
الثاني -وهو أظهرها عندي-: أن عدم الاستطاعة المذكور في الآية إنما هو للختم الذي ختم الله على قلوبهم وأسماعهم، والغشاوة التي جعل على أبصارهم. ويشهد لهذا القول قوله تعالى:{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} ونحو ذلك من الآيات.
وذلك الختم والأكنة على القلوب جزاء من الله تعالى لهم