للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مؤكد أيضًا لما دلت عليه {بَلَى} واللام في قوله: {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ} وفي قوله: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية، تتعلق بقوله: {بَلَى} أي يبعثهم ليبين لهم. . إلخ، والضمير في قوله: {لَهُمُ} عائد إلى من يموت، لأنه شامل للمؤمنين والكافرين.

وقال بعض العلماء: اللام في الموضعين تتعلق بقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا} الآية، أي بعثناه ليبين لهم. . إلخ. والعلم عند الله تعالى.

• قوله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٤٠)} ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه لا يتعاصي علي قدرته شيء، وإذ يقول للشيء {كُن} فيكون بلا تأخير وذلك أن الكفار لما {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ} ورد الله عليهم كذبهم بقوله: {بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا} بين أنه قادر علي كل شيء، وأنه كلما قال لشيء {كُن} كان.

وأوضح هذا المعني في مواضع أخرى، كقوله في الرد علي من قال: {مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)}.

وبين أنه لا يحتاج أن يكرر قوله: {كُن} بل إذا قال للشيء: {كُن} مرة واحدة، كان في أسرع من لمح البصر في قوله: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠)} ونظيره قوله: {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وقال تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٥٩)} الآية، وقال: {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ}