فهذه الآيات القرآنية تدل على أنه تعالى ما خلق الخلق إلَّا بالحق، وأنه لا بد باعثهم، ومجازيهم على أعمالهم، وإن كان أكثر الناس لا يعلمون هذا، فكانوا غافلين عن الآخرة كافرين بلقاء ربهم.
وقوله تعالى في الآيات المذكورة:(وما بينهما) أي: ما بين السماوات والأرض يدخل فيه السحاب المسخر بين السماء: والأرض، والطير صافات ويقبضن بين السماء والأرض، والهواء الذي لا غنى للحيوان عن استنشاقه.
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الحجر في الكلام على قوله تعالى: {وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (٧٦)} وفي المائدة في الكلام على قوله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} الآية. وفي هود في الكلام على قوله تعالى: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (٨٣)} وفي الإسراء في الكلام على قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ} الآية وفي غير ذلك.
وقوله تعالى في آية الروم هذه:{كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا} جاء موضحًا في آيات أخر، كقوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ