قرأ هذا الحرف حمزة والكسائي (كبير الإِثم)، بكسر الباء بعدها ياء ساكنة وراء، على صيغة الإِفراد.
وقرأه الباقون بفتح الباء بعدها ألف فهمزة مكسورة قبل الراء، على صيغة الجمع.
وقوله:{وَالَّذِينَ} في محل جر عطفًا على قوله: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٣٦)} أي وخير وأبقى أيضًا للذين يجتنبون كبائر الإِثم والفواحش.
والفواحش جمع فاحشة. والتحقيق إن شاء الله أن الفواحش من جملة الكبائر، والأظهر أنها من أشنعها؛ لأن الفاحشة في اللغة هي الخصلة المتناهية في القبح، وكل متشدد في شيء مبالغ فيه فهو فاحش فيه.
ومنه قول طرفة بن العبد في معلقته:
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي ... عقيلة مال الفاحش المتشدد
فقوله:"الفاحش" أي المبالغ في البخل المتناهي فيه.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من وعده تعالى الصادق للذين يجتنبون كبائر الإِثم والفواحش بما عنده لهم من الثواب الذي هو خير وأبقى، جاء موضحًا في غير هذا الموضع، فبين تعالى في سورة