للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

• قوله تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١) لَيسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (٢)}.

الذي يظهر لي صوابه أن (إذا) هنا هي الظرفية المضمنة معنى الشرط، وأن قوله الآتي: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤)} بدل من قوله: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١)} وأن جواب (إذا) هو قوله: (فأصحاب الميمنة). وهذا هو اختيار أبي حيان، خلافًا لمن زعم أنها مسلوبة معنى الشرط هنا، وأنها منصوبة بـ "اذكر" مقدرة أو أنها مبتدأ، وخلافًا لمن زعم أنها منصوبة بِـ "ليسَ" المذكورة بعدها.

والمعروف عند جمهور النحويين أن إذا ظرف مضمن معنى الشرط منصوب بجزائه، وعليه فالمعنى: إذا قامت القيامة وحصلت هذه الأحوال العظيمة ظهرت منزلة أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة.

وقوله في هذه الآية الكريمة: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١)} أي قامت القيامة، فالواقعة من أسماء القيامة، كالطامة والصاخة والآزفة والقارعة.

وقد بين جل وعلا أن الواقعة هي القيامة في قوله: {فَإِذَا نُفِخَ فِي