أضاف جل وعلا في هذه الآية الكريمة الدار إلى الآخرة، مع أن الدار هي الآخرة بدليل قوله:{وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ} الآية، بتعريف الدار ونعتها بالآخرة في غير هذا الموضع. وعلي مقتضي قول ابن مالك في الخلاصة:
ولا يضاف اسم لما به اتحد ... معني وأول موهمًا إذا ورد
فإن لفظ:{الدَّارُ} بمسمي الآخرة. وقد بينا في كتابنا (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) في "سورة فاطر" في الكلام على قوله: {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} أن الذي يظهر لنا أن إضافة الشيء إلى نفسه بلفظين مختلفين -أسلوب من أساليب اللغة العربية، لتنزيل التغاير في اللفظ منزلة التغاير في المعني. وبينا كثرته في القرآن، وفي كلام العرب. والعلم عند الله تعالى.
• قوله تعالى:{وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ} مدح الله جل وعلا