وبثكم في الأرض عن طريق التناسل، كما قال تعالى:{وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} الآية، وقال: {إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (٢٠)}.
وقوله: {وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٧٩)} أي: إليه وحده تجمعون يوم القيامة أحياء بعد البعث للجزاء والحساب.
وما تضمنته هذه الآية من أنه خلقهم، وبثهم في الأرض، وأنه سيحشرهم إليه يوم القيامة جاء معناه في آيات كثيرة، كقوله في أول هذه السورة: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢)} إلى قوله: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (١٦)} وذكر جل وعلا أيضًا هاتين الآيتين في سورة الملك في قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٥)} والآيات في هذا المعنى كثيرة.
• قوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ}.
قد قدمنا الآيات الدالة على الإِماتتين والإِحياءتين، وأن ذلك من أكبر الدواعي للإِيمان به جل وعلا في سورة الحج في الكلام على قوله:{وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} وفي سورة البقرة في الكلام على قوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} الآية. فأغنى ذلك عن إعادته هنا.