للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَينَا إِلَيكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا}.

قد قدمنا الآيات الموضحة له في أول سورة النحل في الكلام على قوله تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} الآية.

• قوله تعالى: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا}.

قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} يبين الله جل وعلا فيه منته على هذا النبي الكريم، بأنه علمه هذا القرآن العظيم ولم يكن يعلمه قبل ذلك، وعلمه تفاصيل دين الإِسلام ولم يكن يعلمها قبل ذلك.

فقوله: (ما كنت تدري ما الكتاب) أي ما كنت تعلم ما هو هذا الكتاب الذي هو القرآن العظيم، حتى علمتكه، وما كنت تدري ما الإِيمان الذي هو تفاصيل هذا الدين الإِسلامي، حتى علمتكه.

ومعلوم أن الحق الذي لا شك فيه الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة أن الإِيمان شامل للقول والعمل مع الاعتقاد.

وذلك ثابت في أحاديث صحيحة كثيرة، منها: حديث وفد عبد القيس المشهور، ومنها حديث: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا" الحديث، فسمي فيه قيام رمضان إيمانًا، وحديث: "الإِيمان بضع وسبعون شعبة"، وفي بعض رواياته: "بضع وستون شعبة أعلاها شهادة ألا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق".