قوله جل وعلا في هذه الآية الكريمة:{وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} دليل على رجحان القول الثاني في الآية المتقدمة. وأن المعنى: أن من كان في الضلالة زاده الله ضلالة، ومن اهتدى زاده الله هدى. والآيات الدالة على هذا المعنى كثيرة، كقوله في الضلال:{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}، وقوله:{بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيهَا بِكُفْرِهِمْ}، وقوله:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}، وقوله تعالى:{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ... } الآية، كما قدمنا كثيرًا من الآيات الدالة على هذا المعنى.