للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمثل هذا كثيرة جدًا.

ويؤخذ من هذه الآيات وأمثالها في القرآن بطلان مذهب القدرية: أن العبد مستقل بعمله من خير أو شر، وأن ذلك ليس بمشيئة الله بل بمشيئة العبد. سبحانه جل وعلا عن أن يقع في ملكه شيء بدون مشيئته! وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا! وسيأتي بسط هذا المبحث إن شاء الله تعالى.

وقد أوضحناه أيضًا في كتابنا (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) في سورة "الشمس" في الكلام على قوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)}.

وقوله: {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (١٧)} أي: لن يكون بينه وبينه سبب للموالاة يرشده إلى الصواب والهدى، أي: لن يكون ذلك؛ لأن من أضله الله فلا هادي له. وقوله: {فَهُوَ الْمُهْتَدِ} قرأه بإثبات الياء في الوصل دون الوقف نافع وأبو عمرو. وبقية السبعة قرءوه بحذف الياء في الحالين.

• قوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ}.

الحسبان بمعنى الظن. والأيقاظ: جمع يقظ -بكسر القاف وضمها-، ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:

فلما رأت من قد تنبَّه منهم ... وأَيْقاظَهم قالت أَشِرْ كيفَ تأمُرُ

والرقود: جمع راقد وهو النائم، أي: تظنهم أيها المخاطب لو رأيتهم أيقاظًا والحال أنهم رقود. ويدل على هذا المعنى قوله تعالى في نظيره: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا .. } الآية. وقال