للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأوضح هذا المعنى في مواضع أخر، كقوله: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٦٢)} وقوله: {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٩٢) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (٩٣)} وقوله: {ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٧٣) مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا} الآية، وقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا} الآية.

إلى غير ذلك من الآيات.

وقرأ عامة القراء {شُرَكَاءِيَ} بالهمزة وياء المتكلم، ويروى عن ابن كثير من رواية البزي أنه قرأ "شركاي" بياء المتكلم دون همز، ولم تثبت هذه القراءة.

وقرأ الجمهور {تُشَاقُّونَ} بنون الرفع مفتوحة مع حذف المفعول.

وقرأ نافع {تُشَاقُّونِ} بكسر النون الخفيفة التي هي نون الوقاية، والمفعول به ياء المتكلم المدلول عليها بالكسرة مع حذف نون الرفع، لجواز حذفها من غير ناصب ولا جازم إذا اجتمعت مع نون الوقاية، كما تقدم تحريره في "سورة الحجر" في الكلام على قوله: {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (٥٤)}.

• قوله تعالى: {فَأَلْقَوُا السَّلَمَ} أي الاستسلام والخضوع. والمعنى: أظهروا كمال الطاعة والانقياد، وتركوا ما كانوا عليه من الشقاق، وذلك عندما يعاينون الموت، أو يوم القيامة. يعني أنهم في الدنيا يشاقون الرسل، أي: يخالفونهم ويعادونهم، فإذا عاينوا الحقيقة ألقوا السلم، أي: خضعوا واستسلموا وانقادوا حيث لا ينفعهم ذلك.