سبيل الله" فقيل له: وفي رواية قال له الملك: "قل إن شاء الله" فلم يقل. فطاف بهن فلم تلد منهن إلَّا امرأة واحدة نصف إنسان؛ فقال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركًا لحاجته". وفي رواية "ولقاتلوا في سبيل الله فرسانًا أجمعون" اهـ.
فإذا علمت هذا فاعلم أن هذا الحديث الصَّحيح بين معنى قوله تعالى:{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا .. } الآية. وأن فتنة سليمان كانت بسبب تركه قوله: "إن شاء الله"، وأنَّه لم يلد من تلك النساء إلَّا واحدة نصف إنسان، وأن ذلك الجسد الذي هو نصف إنسان هو الذي أُلقي على كرسيه بعد موته في قوله تعالى:{وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا .. } الآية، فما يذكره المفسرون في تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ .. } الآية، من قصَّة الشَّيطان الذي أخذ الخاتم وجلس على كرسي سليمان، وطرد سليمان عن ملكه؛ حتَّى وجد الخاتم في بطن السمكة التي أعطاها له من كان يعمل عنده بأجر مطرودًا عن ملكه، إلى آخر القصة = لا يخفى أنَّه باطل لا أصل له، وأنَّه لا يليق بمقام النبوة؛ فهو من الإسرائيليات التي لا يخفى أنَّها باطلة.
والظاهر في معنى الآية هو ما ذكرنا، وقد دلت السنة الصحيحة عليه في الجملة، واختاره بعض المحقّقين. والعلم عند الله تعالى.
• قوله تعالى:{وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}.
في هذه الآية الكريمة قولان معروفان لعلماء التفسير:
الأوَّل: أن هذه الآية الكريمة متعلقة بما قبلها، والمعنى: