أمر الله جل وعلا نبيه - صلى الله عليه وسلم - في هذه الآية الكريمة: أن يقول إن هذا القرآن الذي زعموا أنه افتراء بسبب تبديل الله آية مكان آية: أنه نزل عليه روح القدس من ربه جل وعلا؛ فليس مفتريًا له، وروح القدس: جبريل، ومعناه الروح المقدس؛ أي: الطاهر من كل ما لا يليق.
أقسم جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه يعلم أن الكفار يقولون: إن هذا القرآن الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس وحيًا من الله، وإنما تعلمه من بشر من الناس.
وأوضح هذا المعنى في غير هذا الموضع؛ كقوله: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٥)} وقوله: {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (٢٤)} أي: يرويه محمد - صلى الله عليه وسلم - عن غيره، وقوله:{وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ} الآية. كما تقدم (في الأنعام).
وقد اختلف العلماء في تعيين هذا البشر الذي زعموا أنه يعلم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد صرح القرآن بأنه أعجمي اللسان؛ فقيل: هو غلام