للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• قوله تعالى: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٧٢)}.

المراد بالخرج والخراج هنا: الأجر والجزاء.

والمعنى: أنك لا تسألهم على ما بلغتهم من الرسالة المتضمنة لخيري الدنيا والآخرة أجرة ولا جعلًا. وأصل الخرج والخراج هو ما تخرجه إلى كل عامل في مقابلة أجرة، أو جعل. وهذه الآية الكريمة تتضمن أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يسألهم أجرًا في مقابلة تبليغ الرسالة.

وقد أوضحنا الآيات القرآنية الدالة على أن الرسل لا يأخذون الأجرة على التبليغ في سورة هود في الكلام على قوله تعالى عن نوح: {وَيَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ} الآية. وبينا وجه الجمع بين تلك الآيات، مع آية: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} وبينا هناك حكم أخذ الأجرة على تعليم القرآن وغيره، فأغنى ذلك عن إعادته هنا.

وقرأ هذين الحرفين ابن عامر: (خرْجًا فخرْج ربك) بإسكان الراء فيهما معًا، وحذف الألف فيهما، وقرأ حمزة والكسائي: (خراجًا فخراج ربك) بفتح الراء بعدها ألف فيهما معًا، وقرأ الباقون: (خرجًا فخراج ربك) بإسكان الراء، وحذف الألف في الأول، وفتح الراء وإثبات الألف في الثاني.

والتحقيق أن معنى الخرج والخراج واحد، وأنهما لغتان فصيحتان، وقراءتان سبعيتان خلافًا لمن زعم أن بين معناهما فرقًا زاعمًا أن الخرج ما تبرعت به، والخراج ما لزمك أداؤه.