وقال تعالى في هذه السورة الكريمة، مخاطبًا نبينا - صلى الله عليه وسلم -، بعد أن ذكر تخويفهم له بأصنامهم: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (٣٨)}.
ومعلوم أن الخوف من تلك الأصنام من أشنع أنواع الكفر والإِشراك باللَّه.
وقد بين جل وعلا في موضع آخر، أن الشيطان يخوف المؤمنين - أيضًا - الذين هم أتباع الرسل، من أتباعه وأوليائه من الكفار، كما قال تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٥)}.
والأظهر أن قوله:{يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} حذف فيه المفعول الأول، أي يخوفكم أولياءه، بدليل قوله بعده:{فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ} الآية.
ما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة، من أن المعبودات من دونه، لا تقدر أن تكشف ضرًا أراد الله به أحدًا، أو تمسك رحمة أراد بها أحدًا، جاء موضحًا في آيات كثيرة، كقوله تعالى: {لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (٤٢)}، وقوله تعالى: {قَالَ هَلْ