للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذين البرهانين وغيرهما من براهين البعث في سورة البقرة والنحل والحج وغير ذلك.

وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (١١)} اللازب: هو ما يلزق باليد مثلًا إذا لاقته وعبارات المفسرين فيه تدور حول ما ذكرنا. والعرب تطلق اللازب واللاتب واللازم بمعنى واحد، ومنه في اللازب قول علي رضي الله عنه:

تعلم فإن الله زادك بسطة ... وأخلاق خير كلها لك لازب

وقول نابغة ذبيان:

ولا يحسبون الخير لا شر بعده ... ولا يحسبون الشر ضربة لازب

فقوله: ضربة لازب؛ أي: شيئًا ملازمًا لا يفارق، ومنه في اللاتب قوله:

فإن يك هذا من نبيذ شربته ... فإني من شرب النبيذ لتائب

صداع وتوصيم العظام وفترة ... وغم مع الإشراق في الجوف لاتب

والبرهانان المذكوران على البعث يلقمان الكفار حجرًا في إنكارهم البعث المذكور بعدهما قريبًا منهما في قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (١٥) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (١٦) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (١٧) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (١٨) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (١٩)}.

• قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (١٢)}.

قرأ هذا الحرف عامة القراء السبعة غير حمزة والكسائي: عجبت بالتاء المفتوحة وهي تاء الخطاب المخاطب بها النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقرأ حمزة والكسائي: بل عجبت بضم التاء وهي تاء المتكلم، وهو الله جلَّ وعلا.