ومعنى الآية لا يساعد على هذا الفرق كما ترى. والعلم عند الله تعالى.
وصيغة التفضيل في قوله: {وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٧٢)} نظرًا إلى أن بعض المخلوقين يرزق بعضهم، كقوله تعالى:{وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ} وقوله تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ} الآية. ولا شك أن فضل رزق الله خلقه على رزق بعض خلقه بعضهم كفضل ذاته، وسائر صفاته على ذوات خلقه، وصفاتهم.
قد قدمنا الآيات الموضحة لمعنى هذه الآية في سورة الحج في الكلام على قوله تعالى: {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ (٦٧)} فأغنى عن إعادته هنا.
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الذين لا يؤمنون بالآخرة لإِنكارهم البعث والجزاء ناكبون عن الصراط، والمراد بالصراط الذي هم ناكبون عنه الصراط المستقيم الموصل إلى الجنة المذكور في قوله قبله: {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٧٣)} ومن نكب عن هذا الصراط المستقيم دخل النار بلا شك.
والآيات الدالة على ذلك كثيرة، كقوله تعالى في سورة الروم: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (١٦)}.