وقد بين تعالى هذا المعنى في آيات أخر، كقوله:{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} وقوله: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} وقوله: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} إلى غير ذلك من الآيات.
• قوله تعالى: {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٣٧)} ذكر جل وعلا في هذه الآية: أن حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - علي إسلام قومه لا يهدي من سبق في علم الله أنه شقي.
وقرأ هذا الحرف نافع، وابن عامر، وابن كثير، وأبو عمر:{فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ} بضم الياء وفتح الدال من {يَهْدِي} مبنيًا للمفعول. وقوله:{مَن} نائب الفاعل. والمعني: أن من أضله الله لا يهدي، أي: لا هادي له.
وقرأه عاصم، وحمزة، والكسائي بفتح الياء وكسر الدال، من {يَهْدِي} مبنيًا للفاعل. وقوله:{مَنْ} مفعول به ليهدي، والفاعل ضمير عائد إلى الله تعالى. والمعنى: أن من أضله الله لا يهديه الله.