ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه رد الذين كفروا بغيظهم، لم ينالوا خيرًا، وأنَّه كفى المؤمنين القتال، وهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه. ولم يبين هنا السبب الذي رد به الذين كفروا وكفى به المؤمنين القتال، ولكنه جلَّ وعلا بين ذلك بقوله:{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} أي: وبسبب تلك الرِّيح، وتلك الجنود ردهم بغيظهم وكفاكم القتال كما هو ظاهر.
قد قدمنا الآية الموضحة له في آخر سورة النمل في الكلام على قوله تعالى: {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٠)} وفي سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى: {إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} الآية.
ذكر الله جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة أن من قنت من نساء نبيه - صلى الله عليه وسلم - للَّه ولرسوله، وعمل عملًا صالحًا: أن الله جلَّ وعلا يؤتيها أجرها مرتين. والقنوت: الطاعة. وما وعبد الله به جلَّ وعلا من أطاع منهن بإيتائها أجرها مرتين في هذه الآية الكريمة جاء الوعد بنظيره لغيرهن، في غير هذا الموضع، فمن ذلك وعده لمن آمن من أهل