جميعًا، فما أنضجت ذلك اليوم كراعًا. وذكروا في القصة: أن نمروذ أشرف على النار من الصرح فرأى إبراهيم جالسًا على السرير يؤنسه ملك الظل، فقال: نعم الرب ربك، لأقربنَّ له أربعة آلاف بقرة وكف عنه. وكل هذا من الإسرائيليات. والمفسرون يذكرون كثيرًا منها في هذه القصة وغيرها من قصص الأنبياء.
وقال البخاري في صحيحه: حدثنا أحمد بن يونس, أُرَاه قال: حدثنا أبو بكر عن أبي حَصِين عن أبي الضحى عن ابن عباس {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣)} قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد - صلى الله عليه وسلم - حين قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣)}. حدثنا مالك ابن إسماعيل، حدثنا إسرائيل عن أبي حَصِين عن أبي الضحى عن ابن عباس قال. كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار:"حسبي الله ونعم الوكيل". انتهى.
الضمير في قوله:{وَنَجَّينَاهُ} عائد إلي إبراهيم. قال أبو حيان في البحر المحيط. وضمن قوله:{وَنَجَّينَاهُ} معنى أخرجناه بنجاتنا إلى الأرض؛ ولذلك تعدى {وَنَجَّينَاهُ} بـ"إلى" ويحتمل أن يكون {إِلَى} متعلقًا بمحذوف؛ أي منتهيًا إلى الأرض، فيكون في موضع الحال. ولا تضمين في {وَنَجَّينَاهُ} على هذا. والأرض التي خرجا منها: هي كُوْثَى من أرض العراق، والأرض التي خرجا إليها: هي أرض الشام اهـ منه. وهذه الآية الكريمة