للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بينه قوله: {مِنَ الْفَجْرِ} والعرب تسمى ضوء الصبح خيطا، وظلام الليل المختلط به خيطا، ومنه قول أبي داود الإيادي:

فلما أضاءت لنا سدفة ... ولاح من الصبح خيط أنارا

وقول الآخر:

الخيط الابيض ضوء الصبح منفلق ... والخيط الاسود جنح الليل مكتوم

• قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى}: لم يصرح هنا بالمراد بمن اتقى، ولكنه بينه بقوله: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (١٧٧)} [البقرة: ١٧٧]. والكلام في الآية على حذف مضاف، أي: ولكن ذا البر من اتقى، وقيل: ولكن البر، بر من اتقى، ونظير الآية في ذلك من كلام العرب قول الخنساء:

لا تسأم الدهر منه كلما ذكرت ... فإنما هي إقبال وإدبار

أي ذات إقبال، وقول الشاعر:

وكيف تواصل من أصبحت ... خلالته كأبي مرحب

أي كخلالة أبي مرحب، وقول الآخر:

لعمرك ما الفتيان أن تنبت اللحى ... ولكنما الفتيان كل فتى ندى

أي ليس الفتيان فتيان نبات اللحى.