للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويروى:

إن السفاهة طه من خلائقكم ... لا قدس الله أرواح الملاعين

وممن روى عنه أن معنى {طه (١)}: يا رجل، ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وعطاء ومحمد بن كعب وأبو مالك وعطية العوفي والحسن وقتادة والضحاك والسدي وابن أبزى وغيرهم، كما نقله عنهم ابن كثير وغيره. وذكر القاضي عياض في الشفاء عن الربيع بن أنس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى، فأنزل الله {طه (١)} يعني طأ الأرض بقدميك يا محمد. وعلى هذا القول فالهاء مبدلة من الهمزة، والهمزة خففت بإبدالها ألفا كقول الفرزدق:

راحت بمسلمة البغال عشية ... فارعى فزارة لا هَناك المرتع (١)

ثم بنى عليه الأمر والهاء للسكت. ولا يخفى ما في هذا القول من التعسف والبعد عن الظاهر.

وفي قوله: {طه (١)} أقوال أخر ضعيفة، كالقول بأنه من أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم -. والقول بأن الطاء من الطهارة، والهاء من الهداية، يقول لنبيه: يا طاهرًا من الذنوب، يا هادي الخلق إلى علام الغيوب، وغير ذلك من الأقوال الضعيفة. والصواب إن شاء الله في الآية هو ما صدَّرْنا به، ودل عليه القرآن في مواضع أخر.

• قوله تعالى: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (٢)}.


(١) رواية البيت كما في ديوانه ص ٥٠٨: ومضت لمسلمة الركاب مودعا: فارعى. الخ.