خمَّر الشيب لمتي تخميرًا ... وحدا بي إلى القبور البعيرا
ليت شعري إذ القيامة قامت ... ودُعي بالحساب أين المصيرا
وأما الجواب عن قراءة الجمهور فالظاهر فيه أن الصحابة حذفوا النون في المصاحف لتمكن موافقة قراءة ابن عامر وشعبة المصاحف لخفائها. أما قراءة الجمهور فوجهها ظاهر ولا إشكال فيها، فغاية الأمر أنهم حذفوا حرفًا من الكلمة لمصلحة مع تواتر الرواية لفظًا بذكر الحرف المحذوف. والعلم عند الله تعالى.
قد قدمنا معاني "الأمة" في القرآن في سورة "هود". والمراد بالأمة هنا: الشريعة والملة. والمعنى: وأن هذه شريعتكم شريعة واحدة، وهي توحيد الله على الوجه الأكمل من جميع الجهات، وامتثال أمره، واجتناب نهيه بإخلاص في ذلك؛ على حسب ما شرعه لخلقه {وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢)} أي وحدي، والمعنى دينكم واحد وربكم واحد، فلم تختلفون {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَينَهُمْ} أي: تفرقوا في الدين وكانوا شيعًا؛ فمنهم يهودي، ومنهم نصراني، ومنهم عابد وثن إلى غير ذلك من الفرق المختلفة.
ثم بين بقوله {كُلٌّ إِلَينَا رَاجِعُونَ (٩٣)} أنهم جميعهم راجعون إليه يوم القيامة، وسيجازيهم بما فعلوا. وقال الزمخشري في تفسير هذه الآية الكريمة:{وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَينَهُمْ} المعنى: