وقوله تعالى:{بِغَيرِ الْحَقِّ} مع أنَّه من المعلوم أنهم لا يستكبرون في الأرض إلَّا استكبارًا متلبسًا بغير الحق، كقوله تعالى:{وَلَا طَائِرٍ يَطِيُر بِجَنَاحَيهِ} ومعلوم أنَّه لا يطير إلَّا بجناحيه، وقوله:{فَوَيلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيدِيهِمْ} ومعلوم أنهم لا يكتبونه إلَّا بأيديهم، ونحو ذلك من الآيات، وهو أسلوب عربي نزل به القرآن.
أبهم جل وعلا في هذه الآية الكريمة أخا عاد ولم يعينه، ولكنه بين في آيات أخرى أنَّه هود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، كقوله تعالى:{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} في سورة الأعراف، وسورة هود، وغير ذلك من المواضع.
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن النبي هودًا نهى قومه أن يعبدوا غير الله، وأمرهم بعبادته تعالى وحده، وأنه خوفهم من عذاب الله إن تمادوا في شركهم به.
وهذان الأمران اللذان تضمنتهما هذه الآية جاءا موضحين في آيات أخر.
أما الأول منهما، ففي قوله تعالى:{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيرُهُ} في سورة الأعراف، وسورة هود، ونحو ذلك من الآيات.
وأما خوفه عليهم العذاب العظيم، فقد ذكره في الشعراء في