للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نداء الملائكة بنداء الشيطان.

وقوله في هذه الآية الكريمة: {عِتِيًّا} أصله عتوًا، فأبدلت الواو ياء. ومن إطلاق العتيّ على الكبر المتناهي قول الشاعر:

إنما يعذر الوليد ولا يعـ ... ـذر من كان في الزمان عتيًّا

وقراءة "عسيا" بالسين شاذة لا تجوز القراءة بها. وقال القرطبي: وبها قرأ ابن عباس، وهي كذلك في مصحف أبي.

• قوله تعالى: {قَال كَذَلِكَ قَال رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيئًا (٩)}.

هذا الذي ذكره تعالى في هذه الآية الكريمة؛ ذكره أيضًا في "آل عمران" في قوله: {قَال كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (٤٠)}. وقوله في هذه الآية الكريمة {كَذَلِكَ} للعلماء في إعرابه أوجه:

الأول: أنه خبر مبتدأ محذوف، وتقديره: الأمر كذلك، ولا محالة أن تلد الغلام المذكور. وقيل: الأمر كذلك أنت كبير في السن، وامرأتك عاقر. وعلى هذا فقوله: {قَال رَبُّكَ} ابتداء كلام.

الوجه الثاني: أن {كَذَلِكَ} في محل نصب بـ {قَال} وعليه فالإشارة بقوله: "ذلك" إلى مبهم يفسره قوله: {هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} ونظيره على هذا القول قوله تعالى: {وَقَضَينَا إِلَيهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (٦٦)}، وغير هذين من أوجه إعرابه تركناه لعدم وضوحه عندنا. وقوله: {هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} أي يسير سهل.

وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ