وقيل: إن المراد بأحسن القول: لا إله إلا الله. وبعض من يقول بهذا يقول: إن الآية نزلت فيمن كان يؤمن باللَّه قبل بما الرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كزيد بن عمرو بن نفيل العدوي، وأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي.
أظهر القولين في الآية الكريمة، أنهما جملتان مستقلتان، فقوله:(أفمن حق عليه كلمة العذاب) جملة مستقلة، لكن فيها حذفًا، وحذف ما دل المقام عليه واضح لا إشكال فيه.
والتقدير: أفمن حق عليه كلمة العذاب، تخلصه أنت منه؟ والاستفهام مضمن معنى النفي، أي لا تخلص أنت يا نبي الله أحدًا سبق في علم الله أنه يعذبه من ذلك العذاب، وهذا المحذوف دل عليه قوله بعده {أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (١٩)}.
وقد قدمنا مرارًا قولي المفسرين في أداة الاستفهام المقترنة بأداة عطف كالفاء والواو وثم، كقوله هنا:{أَفَمَنْ حَقَّ}، وقوله:{أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ}.
أما القول بأن الكلام جملة واحدة شرطية، كما قال الزمخشري: أصل الكلام: أمن حق عليه كلمة العذاب فأنت تنقذه، جملة شرطية، دخل عليها همزة لإِنكار، والفاء فاء الجزاء، ثم دخلت الفاء التي في أولها للعطف على محذوف يدل عليه الخطاب، تقديره: أأنت مالك أمرهم، فمن حق عليه العذاب فأنت تنقذه؟ والهمزة الثانية هي الأولى كررت لتوكيد معنى الإِنكار والاستبعاد،