ظاهر هذه الآية الكريمة: أن فرعون لا يعلم شيئًا عن رب العالمين، وكذلك قوله تعالى عنه: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى (٤٩)} وقوله: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} وقوله: {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (٢٩)} ولكن الله جلَّ وعلا بين أن سؤال فرعون في قوله: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (٢٣)} وقوله: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى (٤٩)} تجاهل عارف أنه عبد مربوب لرب العالمين بقوله تعالى: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (١٠٢)} وقوله تعالى في فرعون وقومه: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}.
وقد أوضحنا هذا في سورة بني إِسرائيل في الكلام على قوله تعالى:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} وفي سورة طه في الكلام على قوله تعالى: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى (٤٩)}.