قد بينا الآيات الموضحة لما دلت عليه هذه الآية من أنه تعالى يعلم المعدوم الذي سبق في علمه أنه لا يوجد أن لو وجد كيف يكون = في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (٢٨)} فأغنى ذلك عن إعادته هنا.
وقوله في هذه الآية: {لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٥)} اللجاج هنا: التمادي في الكفر والضلال. والطغيان: مجاوزة الحد، وهو كفرهم باللَّه، وادعاؤهم له الأولاد والشركاء، وقوله:{يَعْمَهُونَ} يترددون متحيرين لا يميزون حقًّا من باطل. وقال بعض أهل العلم: العمه: عمى القلب. والعلم عند الله تعالى.
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه أخذ الكفار بالعذاب. والظاهر أنه هنا: العذاب الدنيوي كالجوع والقحط والمصائب، والأمراض والشدائد {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ} أي: ما خضعوا له، ولا ذلوا: {وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (٧٦)}، أي: ما يبتهلون إليه بالدعاء متضرعين