للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتلحينني في اللهو ألَّا أحبه ... وللهو داع دائب غير غافل

يعني أن أحبه، و"لا" مزيدة في جميع الأبيات لتوكيد الجحد فيها. وقال الفراء: إنها لا تزاد إلا في الكلام الذي فيه معنى الجحد كالأمثلة المتقدمة. والمراد بالجحد النفي وما يشبهه كالمنع في قوله: {مَا مَنَعَكَ} ونحو ذلك. والذي يظهر لنا والله تعالى أعلم: أن زيادة لفظة "لا" لتوكيد الكلام وتقويته أسلوب من أساليب اللغة العربية، وهو في الكلام الذي فيه معنى الجحد أغلب مع أن ذلك مسموع في غيره. وأنشد الأصمعي لزيادة "لا" قول ساعدة الهذلي:

أفعنك لا برق كان وميضه ... غاب تسنمه ضرام مثقب

ويروى "أفمنك" بدل "أفعنك" و"تشيمه" بدل "تسنمه" يعني أعنك برق و"لا" زائدة للتوكيد، والكلام ليس فيه معنى الجحد. ونظيره قول الآخر:

تذكرت ليلى فاعترتني صبابة ... وكاد صميم القلب لا يتقطع

يعني: كاد يتقطع. وأنشد الجوهري لزيادة "لا" قول العجاج:

في بئر لا حور سرى وما شعر ... بإفكه حتى رأى الصبح جشر

والحور الهلكة؛ يعني في بئر هلكة و"لا" زائدة للتوكيد؛ قاله أبو عبيدة وغيره. والكلام ليس فيه معنى الجحد. وقد أوضحنا هذه المسألة في كتابنا (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) في سورة "البلد".

• قوله تعالى: {أَفَعَصَيتَ أَمْرِي (٩٣)}.

الظاهر أن أمره المذكور في هذه الآية هو المذكور في قوله