ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة: أن إنذاره - صلى الله عليه وسلم - محصور في الذين يخشون ربهم بالغيب، وأقاموا الصلاة، وهذا الحصر الإِضافي؛ لأنهم المنتفعون بالإِنذار، وغير المنتفع بالإِنذار كأنه هو والذي لم ينذر سواء بجامع عدم النفع في كل منهما.
وهذا المعنى جاء موضحًا في آيات من كتاب الله تعالى، كقوله تعالى: {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (١٠) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} الآية. وقوله: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (٤٥)} ويشبه معنى ذلك في الجملة قوله تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (٤٥)} وقد قدمنا معنى الإِنذار وأنواعه موضحًا في سورة الأعراف في الكلام على قوله تعالى: {فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢)}.