أطلق هنا أيضًا الأمر بذكر إسماعيل، وقيَّده في سورة مريم بكونه في الكتاب، في قوله تعالى:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ} الآية، وفي ذلك إشارة إلى أنه - صلى الله عليه وسلم - مأمور أيضًا بذكر جميع المذكورين في الكتاب؛ ولذلك جاء ذكرهم كلهم في القرآن العظيم كما لا يخفى.
ما تضمنته هذه الآية الكريمة من أن نعيم الجنة لا نفاد له، أي لا انقطاع له ولا زوال، ذكره جل وعلا في آيات أخر، كقوله تعالى فيه: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (١٠٨)}، وقوله تعالى:{مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ}.
قد قدمنا ما يوضحه من الآيات القرآنية في مواضع متعددة من هذا الكتاب المبارك، ذكرنا بعضها في سورة البقرة في الكلام على قوله تعالى:{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا} الآية، وذكرنا بعضه في سورة الأعراف، في الكلام على قوله تعالى:{حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا} الآية، وغير ذلك من المواضع.