للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنده البقر وأطيبه لحمًا الفتي السمين المنضج.

ومنها: تقريب الطَّعام إلى الضيف.

ومنها: ملاطفته بالكلام بغاية الرفق، كقوله {أَلَا تَأْكُلُونَ}.

ومعنى قوله: {نَكِرَهُمْ} أي أنكرهم لعدم أكلهم، والعرب تطلق نكر وأنكر بمعنى واحد، وقد جمعهما قول الأعشى:

وأنكرتني وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلَّا الشيب والصلعا

وروي عن يونس: أن أبا عمرو بنُ العلاء حدثه: أنَّه صنع هذا البيت وأدخله في شعر الأعشى. والله تعالى أعلم.

• قوله تعالى: {قَالَتْ يَاوَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (٧٢)} بين الله جل وعلا في هذه السورة الكريمة ما قالته امرأة إبراهيم لما بشرت بالولد وهي عجوز، ولم يبين هنا ما فعلت عند ذلك، ولكنه بين ما فعلت في الذاريات بقوله: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (٢٩)} وقوله: {فِى صَرَّةٍ} أي ضجة وصيحة. وقوله: {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} أي لطمته.

قوله تعالى: {وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (٧٤)}.

لم يبين هنا ما جادل به إبراهيم الملائكة في قوم لوط، ولكنه أشار إليه في العنكبوت بقوله: {قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (٣١) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ} الآية.

فحاصل جداله لهم أنَّه يقول: إن أهلكتم القرية وفيها أحد