للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مصدر ميمي، أي: وخير ردًّا للثواب على فاعلها، فليست كأعمال الكفار التي لا ترد ثوابًا على صاحبها.

• قوله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَال وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (٤٧)}.

قوله: {وَيَوْمَ} منصوب بـ"اذكر" مقدرًا. أو بفعل للقول المحذوف كل قوله: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى} أي: قلنا لهم يوم نسير الجبال: لقد جئتمونا فرادى. وقول من زعم أن العامل فيه {خَيرٌ} يعني والباقيات الصالحات خير يوم نسير الجبال، بعيد جدًّا كما ترى.

وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة: من أن يوم القيامة يختل فيه نظام هذا العالم الدنيوي، فتسير جباله، وتبقى أرضه بارزة لا حجر فيها ولا شجر، ولا بناء ولا وادي ولا عَلَم = ذكره في مواضع أخر كثيرة، فذكر أنه يوم القيامة يحمل الأرض والجبال من أماكنهما، ويدكهما دكة واحدة، وذلك في قوله: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (١٤) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١٥) .. } الآية.

وما ذكره من تسيير الجبال في هذه الآية الكريمة: ذكره أيضًا في مواضع أخر، كقوله: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (٩) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيرًا (١٠) وقوله: {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (٢٠) وقوله: {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (٣) وقوله: {وَتَرَى الْجِبَال تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ... } الآية.

ثم ذكر في مواضع أخر: أنه جل وعلا يفتتها حتى تذهب