للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا يشعرون) أي بمفاجأتها في حال غفلتهم وعدم شعورهم بمجيئها.

والظاهر أن المصدر المنسبك من أن وصلتها في قوله: {أَنْ تَأْتِيَهُمْ} في محل نصب، على أنه بدل اشتمال من (الساعة)، وكون (ينظرون) بمعنى ينتظرون، معروف في كلام العرب، ومنه قول امرئ القيس:

فإنكما إن تنظراني ساعة ... من الدهر تنفعني لدى أم جندب

وما تضمنته هذه الآية الكريمة، من أن الساعة تأتيهم بغتة، جاء موضحًا في آيات من كتاب الله، كقوله تعالى في الأعراف: {ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إلا بَغْتَةً}، وقوله تعالى في الققال: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}، وقوله تعالى: {مَا يَنْظُرُونَ إلا صَيحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً} الآية.

فالمراد بالصيحة: القيامة.

وقوله: {وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً} الآية، يدل على أنها تأتيهم وهم في غفلة وعدم شعور بإتيانها. إلى غير ذلك من الآيات، والعلم عند الله تعالى.

• قوله تعالى: {يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (٦٨) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (٦٩)}.

ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة بعض صفات الذين ينتفي عنهم الخوف والحزن يوم القيامة.

فذكر منها هنا الإِيمان بآيات الله والإِسلام، وذكر بعضًا منها في غير هذا الموضع.