للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هي في محل نصب صفة لقوله: {وَكَمْ} ألا ترى أنك لو تركت لفظة {هُمْ} لم يكن لك بد من نصب {أَحْسَنُ} على الوصفية اهـ. وتابع الزمخشري أَبو البقاء على ذلك. وتعقبه أَبو حيان في البحر بأن بعض علماء النحو نصوا على أن {وَكَمْ} سواء كانت استفهامية أو خبرية لا توصف ولا يوصف بها. قال: وعلى هذا يكون {هُمْ أَحْسَنُ} في موضع الصفة لـ {قَرْنٍ} وجمع نعت القرن اعتبارًا لمعنى القرن، وهذا هو الصواب عندي لا ما ذكره الزمخشري وأَبو البقاء. وصيغة التفضيل في قوله: {هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (٧٤)} تلزمها {مِنْ} لتجردها من الإضافة والتعريف، إلَّا أنَّها محذوفة لدلالة المقام عليها. والتقدير: هم أحسن أثاثًا ورئيًا منهم، على حد قوله في الخلاصة:

وأفعلَ التفضيلِ صِلْه أبدًا ... تقديرًا أو لفظًا بِمِن إن جُرَّدا

فإن قيل: أين مرجع الضمير في هذه الآية الكريمة في قوله: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَال الَّذِينَ كَفَرُوا. . .} الآية؟ فالجواب: أنَّه راجع إلى الكفار المذكورين في قوله: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ ... } الآية، وقوله: {وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)} قاله القرطبي. والله تعالى أعلم.

• قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا (٧٥)}.

في معنى هذه الآية الكريمة وجهان من التفسير معروفان عند العلماء. وكلاهما يشهد له قرآن:

الأول: أن الله جل وعلا أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - في هذه الآية الكريمة أن