للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} لأن الأميين العرب بالإجماع. والرسول المذكور نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - إجماعا، ولم يبعث رسول من ذرية إبراهيم وإسماعيل إلا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وحده، وثبت في الصحيح أنه هو الرسول الذي دعا به إبراهيم، ولا ينافي ذلك عموم رسالته - صلى الله عليه وسلم - إلى الأسود والأحمر.

• قوله تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ} الآية- لم يبين هنا ما ملة إبراهيم وبينها بقوله: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٦١)} فصرح في هذه الآية بأنها دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم -، وكذا في قوله: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ} الآية.

• قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ} الآية. أشار إلى أنه دين الإسلام هنا بقوله: {فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٣٢)} وصرح بذلك في قوله: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ} وقوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٨٥)}.

• قوله تعالى: {وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ} لم يبين هنا هذا الذي أنزل إلى إبراهيم، ولكنه بين في سورة الأعلى أنه صحف، وأن من جملة ما في تلك الصحف: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (١٦) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (١٧)} وذلك في قوله: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٨) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}.

• قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى} لم يبين هنا ما أوتيه