أم في هذه الآية الكريمة هي المنقطعة، وأشهر معانيها أنها جامعة بين معنى بل الإِضرابية، واستفهام الإِنكار معًا. والإِضراب المدلول عليه بها هنا إضراب انتقالي:
والمعنى: بل أتحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون، أي: لا تعتقد ذلك ولا تظنه، فإنهم لا يسمعون الحق ولا يعقلونه، أي: لا يدركونه بعقولهم، إن هم إلَّا كالأنعام، أي: ما هم إلَّا كالأنعام التي هي الإِبل والبقر والغنم في عدم سماع الحق وإدراكه، بل هم أضل من الأنعام، أي: أبعد عن فهم الحق وإدراكه.