للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قاله صاحب اللسان.

وقال بعض العلماء: أصله من الصدع بمعنى التفريق والشق في الشيء الصلب كالزجاج والحائط. ومنه بمعنى التفريق: قوله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (٤٣)} أي: يتفرقون: فريق في الجنة، وفريق في السعير؛ بدليل قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤)} ومنه قول غيلان ذي الرمة:

عشية قلبي في المقيم صديعه ... وراح جناب الظاعنين صديع

يعني أن قلبه افترق إلى جزءين: جزء في المقيم، وجزء في الظاعنين.

وعلى هذا القول: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} أي: فرق بين الحق والباطل بما أمرك الله بتبليغه.

وقوله: {بِمَا تُؤْمَرُ} يحتمل أن تكون "ما" موصولة، ويحتمل أن تكون مصدرية، بناء على جواز سبك المصدر من أن والفعل المبني للمفعول، ومنع ذلك جماعة من علماء العربية. قال أبو حيان في (البحر): والصحيح أن ذلك لا يجوز.

• قوله تعالى: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (٩٤)} في هذه الآية الكريمة قولان معروفان للعلماء:

أحدهما: أن معنى: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (٩٤)} أي: لا تبال بتكذيبهم واستهزائهم، ولا يصعب عليك ذلك؛ فالله حافظك منهم.

والآية على هذا التأويل معناها: فاصدع بما تؤمر، أي بلغ: