قد أوضحنا الكلام على الآيات الموضحة لهاتين الآيتين في سورة الكهف في الكلام على قوله تعالى: {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (٣٦)} فأغنى ذلك عن إعادته هنا.
ما تضمنته هذه الآية من التخفيف في هذه الحنيفية السمحة التي جاء بها نبينا - صلى الله عليه وسلم - قد ذكرنا طرفًا من الآيات الدالة عليه في سورة الحج في الكلام على قوله تعالى:{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} فأغنى ذلك عن إعادته هنا.
الحق أن المراد بهذا الكتاب: كتاب الأعمال الذي يحصيها الله فيه، كما يدل عليه قوله تعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٩)} وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا المعنى في الكهف في الكلام على قوله: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ} الآية، وفي سورة الإِسراء في الكلام على قوله: {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (١٣)}.
والظاهر أن معنى نطق الكتاب بالحق: أن جميع المكتوب فيه