بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه آتى ثمود الناقة في حال كونها آية مبصرة، أي: بينةً تجعلهم يبصرون الحق واضحًا لا لبس فيه فظلموا بها، ولم يبين ظلمهم بها هاهنا، ولكنه أوضحه في مواضع أخر، كقوله:{فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ. .} الآية، وقوله:{فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا} الآية، وقوله: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (٢٩)} إلى غير ذلك من الآيات.
• قوله تعالى:{وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ. .} الآية. بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه أخبر نبيه - صلى الله عليه وسلم - أنه أحاط بالناس؛ أي: فهم في قبضته يفعل فيهم كيف يشاء فيسلط نبيه عليهم ويحفظه منهم.
قال بعض أهل العلم: ومن الآيات التي فصلت بعض التفصيل في هذه الإحاطة، قوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥)} وقوله: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ} الآية، وقوله:{وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} وفي هذا أن هذه الآية مكية، وبعض الآيات المذكورة مدني. أما آية القمر وهي قوله:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} الآية فلا إشكال في البيان بها لأنها مكية.
• قوله تعالى:{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} التحقيق في معنى هذه الآية الكريمة: أن الله جل وعلا جعل ما أراه نبيه - صلى الله عليه وسلم - من الغرائب والعجائب ليلة الإسراء والمعراج فتنة للناس، لأن عقول بعضهم ضاقت عن قبول ذلك، معتقدة أنه لا يمكن أن يكون حقًا، قالوا: كيف يصلي ببيت