قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الجاثية في الكلام على قوله تعالى: {وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠)}.
ذكر الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة من سورة الأحقاف أنه صرف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - {نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ}، والنفر دون العشرة {يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} وأنهم لما حضروه قال بعضهم لبعض: {أَنْصِتُوا} أي اسكتوا مستمعين، وأنه لما قضي، أي انتهى النبي - صلى الله عليه وسلم - من قراءته {وَلَّوْا} أي رجعوا {إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} من الجن في حال كونهم {مُنْذِرِينَ} أي مخوفين لهم من عذاب الله إن لم يؤمنوا بالله، ويجيبوا داعيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم -. وأخبروا قومهم أن هذا الكتاب الذي سمعوه يتلى، المنزل من بعد موسى، {يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ} وهو ضد الباطل، {وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٠)} أي لا اعوجاج فيه.
وقد دل القرآن العظيم أن استماع هؤلاء النفر من الجن،