فيحسن الجواب بأن يقال: للَّه، أي: كل ذلك ملك للَّه، ونظيره من كلام العرب قول الشاعر:
إذا قيل: من رب المزالف والقرى ... ورب الجياد الجرد قلت: لخالد
لأن قوله: من رب المزالف فيه معنى من هو مالكها، فحسن الجواب باللام، أي: هي لخالد. والمزالف: جمع مزلفة كمرحلة. قال في القاموس: هي كل قرية تكون بين البر والريف، وجمعها مزالف.
الأولى: أنه لم يتخذ ولدًا سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا.
والثانية: أنه لم يكن معه إله آخر سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا.
والثالثة: أنه أقام البرهان على استحالة تعدد الإلهة بقوله: {إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} أما ادعاؤهم له الأولاد، فقد بينا الآيات الدالة على عظم فريتهم في ذلك، وظهور بطلان دعواهم، ورد الله عليهم في ذلك في مواضع متعددة، فقد أوضحناه في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (٥٧)} الآية. وذكرنا طرفًا منه في أول الكهف في الكلام على قوله: {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (٤)} وفي مواضع غير ما ذكر، فأغنى ذلك عن إعادته.