للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المجرور بلام الجر، وهو قوله: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا} فجواب لمن الأرض، هو أن تقول: للَّه.

وأما الثاني: الذي هو {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٨٧)}.

والثالث: الذي هو قوله: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (٨٩)} فقد قرأهما أبو عمرو بحذف لام الجر، ورفع الهاء من اللفظ للجلالة.

والمعنى: على قراءة أبي عمرو المذكورة واضح لا إشكال فيه، لأن الظاهر في جواب من رب السموات السبع، ورب العرش العظيم، أن تقول: الله بالرفع، أي: رب ما ذكر هو الله، وكذلك جواب قوله: {مَن بِيَدِهِ ملَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} الآية. فالظاهر في جوابه أيضًا أن يقال: الله، بالرفع، أي: الذي بيده ملكوت كل شيء هو الله، فقراءة أبي عمرو جارية على الظاهر الذي لا إشكال فيه. وقرأ الحرفين المذكورين غيره من السبعة بحرف الجر وخفض الهاء من لفظ الجلالة كالأول.

وفي هذه القراءة التي هي قراءة الجمهور سؤال معروف، وهو أن يقال: ما وجه الإِتيان بلام الجر، مع أن السؤال لا يستوجب الجواب بها، لأن قول: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦)} الظاهر أن يقال في جوابه: ربهما الله، وإذًا يشكل وجه الإِتيان بلام الجر.

والجواب عن هذا السؤال معروف واضح، لأن قوله تعالى: {مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ} الآية، وقوله: {مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} فيه معنى من هو مالك السموات والأرض، والعرش، وكل شيء،