في قوله تعالى:{وَاتَّقُوأ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأَرْحَامَ}.
الوجه الثاني: أنه من العطف على المحل؛ لأن الكاف مخفوض في محل النصب، إذ معنى:{حَسْبُكَ} يكفيك، قال في [الخلاصة]:
وجر ما يتبع ما جر ومن ... راعى في الاتباع المحل فحسن
الوجه الثالث: نصبه بكونه مفعولًا معه، على تقدير ضعف وجه العطف، كما قال في [الخلاصة]:
والعطف إن يمكن بلا ضعف أحق ... والنصب مختار لدي ضعف النسق
الوجه الرابع: أن يكون {وَمَنِ} مبتدأ خبره محذوف، أي:{وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} فحسبهم الله أيضًا، فيكون من عطف الجملة، والعلم عند الله تعالى.
لم يعين تعالى في هذه الآية الكريمة المراد بأولي الأرحام؛ واختلف العلماء في هذه الآية: هل جاء في القرآن ما يبين المراد منها أو لا؟ فذهب جماعة من أهل العلم إلى أنها بينتها آيات المواريث؛ كما قدمنا نظيره في قوله:{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ}.
قالوا: فلا إرث لأحد من أولي الأرحام غير من عينت لهم حقوقهم في آيات المواريث؛ وممن قال بهذا زيد بن ثابت، ومالك، والشافعي، والأوزاعي، وأبو ثور، وداود، وابن جرير