بين جل وعلا في الآية الكريمة، أنه يجازي المشركين والمشركات والمنافقين والمنافقات بثلاث عقوباب: وهي غضبه، ولعنته، ونار جهنم.
وقد بين في بعض الآيات بعض نتائِج هذه الأشياء الثلاثة، كقوله في الغضب: {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (٨١)}، وقوله في اللعنة: {وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (٥٢)}، وقوله في نار جهنم:{رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيتَهُ} الآية.
بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة، أنه أرسل نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا.
وقد بين تعالى أنه يبعثه - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة شاهدًا على أمته، وأنه مبشر للمؤمنين ومنذر للكافرين.
قال تعالى في شهادته - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة على أمته: {فَكَيفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (٤١)}، وقوله تعالى:{وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ}.
فآية النساء وآية النحل المذكورتان الدالتان على شهادته - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة على أمته تبينان آية الفتح هذه.
وما ذكرنا من أنه مبشر للمؤمنين ونذير للكافرين، أوضحه في قوله تعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (٩٧)}. وقد أوضحنا هذا في أول سورة الكهف.