للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله تعالى: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (٢٣)}.

وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة الأعراف في الكلام على قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا تَأْويلَهُ} إلى قوله: {أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}.

فظهر أن قوله: {فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (١٨)} على حذف مضاف، أي أنى لهم نفع ذكراهم.

والذكرى اسم مصدر بمعنى الاتعاظ الحامل على الإِيمان.

• قوله تعالى: {وَفَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيهِ مِنَ الْمَوْتِ}.

ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه إذا أنزل سورة محكمة، أي متقنة الألفاظ والمعاني، واضحة الدلالة لا نسخ فيها، وذكر فيها وجوب قتال الكفار، تسبب عن ذلك كون الذين في قلوبهم مرض، أي شك ونفاق، ينظرون كنظر الإِنسان الذي يغشى عليه لأنه في سياق الموت؛ لأن نظر من كان كذلك تدور فيه عينه ويزيغ بصره.

وهذا إنما وقع لهم من شدة الخوف من بأس الكفار المأمور بقتالهم.

وقد صرح جل وعلا بأن ذلك من الخوف المذكور في قوله: {فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيهِ مِنَ الْمَوْتِ}.

وقد بين تعالى أن الأغنياء من هؤلاء المنافقين، إذا أنزل الله