• قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٢٥٢)} يفهم من تأكيده هنا بان واللام أن الكفار ينكرون رسالته كما تقرر في فن المعاني، وقد صرح بهذا المفهوم في قوله:{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً} الآية.
• قوله تعالى:{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} لم يبين هنا هذا الذي كلمه الله منهم، وقد بين أن منهم موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بقوله: {وَوَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (١٦٤)} وقوله: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي}.
قال ابن كثير:{مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}، يعني موسى ومحمدا صلى الله عليهما وسلم، وكذلك آدم كما ورد في الحديث المروي في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر رضي الله عنه.
قال مقيده - عفا الله عنه -: تكليم آدم الوارد في صحيح ابن حبان يبينه قوله تعالى: {وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} وأمثالها من الآيات، فإنه ظاهر في أنه بغير واسطة الملك، ويظهر من هذه الآية نهي حواء عن الشجرة على لسانه، فهو رسول إليها بذلك.
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى:{مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} ما نصه: وقد سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن آدم أنبي مرسل هو؟ فقال: نعم نبي مكلم.
قال ابن عطية: وقد تأول بعض الناس أن تكليم آدم كان في الجنة، فعلى هذا تبقى خاصية موسى. اهـ.